حفل عالمي ناجح في أسبانيا، إيرادات قياسية تقترب من المليار جنيه لأحدث أفلامه “بحبك”، ألبوم جديد تصدرت جميع أغنياته ترند الموسيقى على موقع اليوتيوب، كلها نجاحات حديثة للفنان تامر حسني لا يزال البعض يشكك في مصداقيتها، لكن تامر حسني لا يلتفت للتعليقات السلبية، ويعد نجاحاته المتتالية مؤخرًا مكافأة على مجهوداته وتعبه خصوصًا في الألبوم الذي حرص على التنويع في ألوانه الموسيقية.
سبق وتناولنا أغاني فيلم “بحبك” في مقال سابق، لكن ماذا عن الألبوم الجديد هل يستحق فعلًا إشادات جمهور تامر؟
ألبوم “عشانجي” هو الألبوم الخامس عشر في مسيرة تامر حسني، ويأتي بعد أقل من عامين على طرح ألبوم “خليك فولاذي” في ٢٠٢٠، ويضم ٩ أغاني هي (ليه طلة، أحلى كلام، مابجيش بالطريقة دي، بعد مؤقت، سوحنا، زي الأيام دي، خدنا مناعة، سجل يا تاريخ، عشأنجي).
تعاون تامر حسني في ألبومه مع نخبة من الشعراء والملحنين والموزعين هم: محمود الخيامي، النابلسي، مودي منير، كريم حكيم، هالة الزيات، تامر حسين، تامر علي، أحمد زعيم، بلال سرور، أحمد المالكي، رمضان محمد، محمد عاطف، عليم، محمود ميري، أمير محروس، مديح محسن، وحمادة السيد.
لم يكتفِ تامر حسني في الألبوم بالغناء فقط، شارك أيضًا في كتابة وتلحين ٣ أغنيات هي: (أحلى كلام، زي الأيام دي، سجل يا تاريخ).
مدة الألبوم تتجاوز النصف ساعة، لكنها لا تتيح الفرصة للمستمع كي يشعر بالملل، وذلك بفضل التنويع في الأشكال الموسيقية بين الشرقي والغربي، وترتيب الأغاني في الألبوم، والتي أخذت شكل قصة لها بداية ووسط ونهاية، إلى جانب الاختلاف في طريقة عرض الأغاني بين كليبات مصورة والتصوير داخل الاستوديو أثناء تسجيل الأغاني، وأحيانًا الاكتفاء بكتابة الكلمات على أغاني أخرى.
بداية الألبوم مع الوقوع في الحب، قصة رومانسية جديدة تبدأ بالغزل في “ليه طلة” و”أحلى كلام” “ليه طله اسم الله لو عدى قصاد ناس والعين الحاسدة”، و”دا اللي قالوا عنه جاي فلت هو اللي قولت عنه دا اكتشاف في جماله مفيش ولا غلطة واللي هيسمع غير اللي شاف”.
بعد انتهاء الغزل، تبدأ العلاقة الرومانسية بشكل جدي، يظهر الاختلاف بين طبائع الشخصيات، وعليه يدخل الطرفان في مشاجرات حتى يرضخ أحدهما للآخر كما في أغنية “مابجيش بالطريقة دي” “يا قلبي دي أخرة دلعنا تعبنا ما حدش نَفعنا كفايه وشوف لك نهاية شوفلي حل معاه”، يستقر الطرفان على “بعد مؤقت” يحاولان خلاله دراسة علاقتهما بعيدًا عن بعضهما لتقييم مدى نجاحها وإمكانية استمرارها، “سيبنا نبعد فترة يمكن البُعد دا كدا يفيدنا وإن حد سألك مرَّه عني متقولش موضوعنا انتهى” و”ونشوف أنا وإنت زعلنا من بعضنا كدا إمتى وليه عشان لو تاني رجعنا نتعلم من الأيام دي”.
أثناء البعد قد يكتشف أحدهما أن الطرف الآخر خدعه ويحاول وضع نهاية للعلاقة كما حدث في أغنية “سوحنا” “يا قلبي انساه ومتتمناش رجوعه ملناش أمان وياه .. نعتبره درس في حياتنا وتعلمناه يا قلبي انساه !”، بعدها تمضي الأيام ولا تزال ذكرى الحبيب السابق موجودة رغم انتهاء العلاقة، الحنين أساس أغنية في “زي الأيام دي”، “زي الأيام دي .. أنا مكنتش لوحدي كان معايا أغلى حبيب في الدنيا دي عندي يا عُمر إرجع بيا وسيبني عنده هناك”.
العودة للصواب من جديد والتركيز على حياته بعد تجاوز العلاقة رغم الحنين تظهر في أغنية “خدنا مناعة” “نفوق شوية في إيه يا جماعة! ومانجريش ورا ناس بياعة اللي استغنى بره دماغنا يمشي وغيره يجي في ساعة”، وفي “سجل يا تاريخ” يفتح قلبه من جديد ويقع في الحب ليعيد القصة “وأدينا فيها هنعيش أحلى ما فيها والضحكه تحليها يلا تعالى نعيش سجل يا تاريخ كده سجل ودعنا حياة السينجل”.
في الأغنية الأخيرة والتي تحمل اسم الألبوم “عشأنجي” يبتعد تامر حسني عن الحالة العامة للألبوم والتي تقدم صورة عصرية لقصص الحب من بدايتها وحتى نهايتها وتكرارها من جديد، أما “عشأنجي” فهي أغنية لايت، كلماتها غير مألوفة، تشبه “كاتش كادر في الألولو” لمحمد فؤاد، و”كركشنجي” لأحمد عدوية.
تامر حسني اختار إنهاء الألبوم بحالة مختلفة، فكرة واقعية عن عدم العدل في الحياة، صور الأغنية على طريقة الفيديو كليب، أخرجه بنفسه ولعب فيه دور البطولة أيضًا بتقديم شخصيتي توأم، لكن نجاح الأغنية لم يمر مرور الكرام، حيث اتهم الشاعر أسامة عبد العزيز رئيس نادي الأدب ببورسعيد، تامر حسني بسرقة قصيدة له طرحها عام ٢٠١٧، نافيًا أن يكون الأمر مجرد توارد أفكار وهو ما لم يرد تامر عليه.
الألبوم الجديد حقق نجاحًا لافتًا ونسب مشاهدة واستماع بالملايين، لكن هذا النجاح يبقى محصورًا وسط جمهور تامر حسني الذي ينتظر جديده ويشاهد أفلامه في مصر والعالم العربي حتى ولو كانت تقدم أفكارًا مكررةً ولا تأتِ بجديد، لكن المجهود المبذول في الفترة الأخيرة يكشف عن أضخم إنتاج في تاريخه، نشاط كبير ومتنوع بين السينما والأغاني والإعلانات والحفلات الناجحة داخل مصر وحول العالم تلتفت النظر إلى إصراره ومثابرته على المنافسة والتواجد على الساحة الفنية.