نچيب مفتاح هو فنان مغربي الأصل يعيش في فرنسا. حيث انتقل إلى ليون في عام 2001 لمواصلة دراسته، وكغريب في بلاد غريبة، وجد الموسيقى “دوائه.” فقد كانت السبب الذي جعله يشعر أقل وحدة، وأيضًا ساعدته على مقابلة صديقه محمد مساهل، والذي أنشأ معه فيما بعد المشروع الموسيقي “نچيب مفتاح والأصدقاء”.
بدأ الفنان متعدد المواهب مسيرته الموسيقية في “ميتال باند،” وكان بالتأكيد شغوفًا بموسيقى الروك والميتال. ومع ذلك، فإن “نچيب مفتاح والأصدقاء” يقدم لمسة ناعمة من خليط الفلكلور والروك، حيث يمكن للمستمع أن يتأثر بأجواء درامية، ولكنها مغلفة بالأمل.
أغنية “دوايا” هي الإصدار الأول لهذا المشروع الذي يضم عددًا من الموسيقيين الموهوبين. فهي تكشف عما يقدمه المشروع من مزيج عريق ومعاصر بنكهة تجمع التأثر الشرقي والغربي معًا.
لقد تحاورنا مع الفنان؛ لنعرف أكثر عن الخلفية التي ساهمت في تشكيل حبه للموسيقى، تجربته الفنية حتى الآن، وكواليس صناعة الأغنية، والخطط المستقبلية.
- أولًا، أود أن ابدأ بامتنان لا بسؤال. شكرًا على هذا المشروع الموسيقي الأصيل! من السهل رؤية كيف تهتم بتقديم شيئًا مختلفًا بمجرد الاستماع إلى نتاج المشروع الأول، “دوايا.”
أقرأ هنا – دوايا لـ نجيب مفتاح
Sistra، جد سعيد ان مشروعي الموسيقي اعجبك و اتمني ان يلقى اعجاب المتتبعين اولا، احييك و جميع متابعي
- قبل التطرق إلى الأغنية، أود أن أتعرف أكثر إلى صانعها. فإن النشأة في منزل مليء بالموسيقى بالتأكيد عاملاً بناءً في تكوين شخصية الفنان. هل هناك خلفية فنية لأحد أفراد الأسرة أثرت في غرس بذرة حب الموسيقى أكثر؟
ترعرعت في بيت يعشق الموسيقى، والدي و والدتي، كانا يسمعان لالوان موسيقية متعددة، كان والدي يحب محمد عبد الوهاب، فريد الاطرش من الموسيقى المصريه ، كان يسمع ناس الغيوان الفرقة المغربيه التاريخيه ولكنه كان ايضا يحب البيتلز و الفس بريسلي، لوالدي ولا زال صوت جميل، انه يحب الغناء و كان يغني لنا حين العودة الا البيت عند المساء. كل هذا زرع البذور التي دفعت بي الا ميدان الموسيقى
- لقد ابتعت أول جيتار خاص بك في سن الجامعة. هل هذا يعني أنك لم تجرب لعب الجيتار أو أية آلة موسيقية قبل هذا الوقت؟
لقد كانت لدي قيتارة قديمه أعطاها لي صديق، كانت في حال جد سئ ولم يكن فيها سوا وتر واحد. و في يوم من الايام، اعطاني والدي مفاتيح السيارة وقال لي ان هناك مفاجأة تنتضرني، لم اصدق عيناي، القيتارة القديمة اصبحت جديدة، ولك حين راها الصديق المزعوم خطفها و لم أره ابدا. كانت هته من احزن القصص التي عشتها
- كيف كانت تجربة الغناء على المسرح لأول مرة؟ هل تذكر ما حدث حينها وكيف كان شعورك؟
تجربة لا تنسى ابدا، و بعدها الهاجس الوحيد هو تكريرها،
اذكر ان الجمهور كان غفيرا، و احب اغانينا كثيرا، الصوت كان رائعا، كل العوامل كانت مجتمعة لامسية لا تنسى.
حين تكون على الخشبة ينتابك احساس غريب هو مزيج من السعادة و الضغط، و الحرية و الإمتنان… و نفس الاحساس ينتابني في كل مرة اقدم فيها عرضا موسيقي
- هل كنت متوقعًا بأي شكل – خاصة وأنك كبرت وأنت تستمع إلى كلاسيكيات أكثر- أنك قد تبدأ مسيرتك الغنائية في “ميتال باند”؟
لا بالطبع، لم اكن اتوقع ذلك، ولا اقرباءي. اتذكر انني إستمعت الا الميطال لأول مرة عند ابن خالي، سمعت ل
Metallica Black Album، و لأول مرة في سيدي وليس كاسيت، اصبت بالقشعريرة، تلك الموسيقى اهدتني الى عالم الميطال، فبدات بحفظ تلك الاغاني عن ضهر قلب، واغنيها و انا امشي. ثم كنت ترافق الاصدقاء في الغناء عندما كان احدهم ياتي بقيتاره الا الجامعة اثناء الاستراحة و بعدها اقترح علي الالتحاق بفرقة الجامعة
- بما أنك جربت ألوان موسيقية عدة؛ كالروك، الميتال، والفلكلور. هل تجد أن أجزاء مختلفة منك تظهر مع أجواء كل نوع؟ وهل شعرت أن واحدًا منهم يعبر عنك أكثر من الأخر؟
بالطبع، عندما تستمتعين أغنية من اغاني نجيب اند فريندز، فانكي تجدين عده الوان من الموسيقى، كل الالوان التي عشتها، احب كثيرا خلق مزيج من تلك الالوان لكي تصل الاغنيه قلب اي مستمع، مهما كانت جنسيته او ثقافته الموسيقية. لكن الموسيقى التي تهيمن هي من لون الفولك الغربي، اما الكلمات تبقى عربيه و هذه مسألة هوية،
- ما هي الشرارة التي دفعت نچيب مفتاح إلى تأسيس ” نچيب مفتاح والأصدقاء” في 2019؟
كانت لدي رغبه مند وقت طويل في خلق موسيقى تجمع كل الأنماط التي أثرت في ولكن بكلمات عربية، و مغربية، لكن عندما تعيش في دولة أوروبية، كفرنسا، فإنه يكون لديك بعض الشك في ان تلقى الاغنيه اعجابا و تفاعلا، لكن ما اذاب هذا الشك هو حفل موسيقي للفنان الأمازيغي الكبير ادير في ليون المدينة التي اعيش فيها. مهما تكون لغة الغناء، ان كانت الاغنيه قادمه من اعماق الروح فإنها تصل حتما الي قلب متلقيها و هذا ما دفعني الا تأسيس نجيب اند فريندز.
- أغنية “دوايا” هي بالتأكيد انطلاقة رائعة للمشروع! كيف خرجت إلى الحياة؟ هل كان مخطط لكل تفصيلة بها ليتم إنتاجها بهذا الشكل؟ أم أن بعض الإلهام السلس والارتجال لعب دورًا أكبر؟
لقد جاءني كورس دوايا اولا وانا العب القيتارة، الهام محض، وعندي قلت لنفسي، ستكون أغنية جميلة. و كانت اول مرة اغني الكلمات بدون تفكير، لهذا، اضن ان دوايا من الاغاني التي لعب فيها الإلهام دورا كبيرا.
- كل عنصر في الأغنية مثير للإعجاب على حدة. بطريقة ما، تعطي الأغنية شعورًا “بالنوستالجيا،” ليس عن طريق الكلمات فقط، بل اللحن نفسه. فمن أتى فيهم أولًا؟ الموسيقى أم الكلمات؟
اللحن ياتي دائما قبل الكلمات، بعد ذلك اترجم الموسيقى إلى صور وقصص في دهني ثم اترجمها لكلمات.
- هل هناك قصة ما ألهمت نسج “دوايا؟”
كل منا لديه جروح، هذه الجروح تحتاج للوقت لتضمد، ولكنها لا تشفى ابدا، كل ما نستطيع فعله هو التعايش معها، و هذا مضمون الاغنيه، الدواء هو النسيان، لكن كيف ننسى اشياءا لا تنسى.
- هل خليط الفلكلور مع الروك هو أساس ما سيقدمه المشروع؟ أم قد نجد أغاني بصوت مختلف في المستقبل؟
نجيب و أصدقاءه مشروع فولك، لكن هذا لا يمنعني من تقديم اغاني من نمط اخر في مشروع مختلف، لا اريد ان ابقى حبيس هدا المشروع
- ما هي المواضيع التي قد يهتم مشروع ” نچيب مفتاح والأصدقاء” أن يغطيها مستقبلًا في أغانيه؟
انا بصدد تلحين أغنية تتكلم عن المرءة و قوتها، كثيرا ما متحدث عن حنان المرءة، عن رقتها… لكن المرءة ايضا قوية و يمكنها حمل جبل على ضهرها. احب التطرق ايضا الى مواضيع كالصراع مع النفس.
- إن كان هناك فرصة للتعاون مع أحد الفنانين لصناعة أغنية، من قد تختار؟ ولماذا؟
احب كثيرا المغني اللبناني مايك ماسي، و هاني الدكاك من الفرقة مسار اجباري من مصر، اضن ان لدينا نفس الاتجاه الموسيقي صوتي المغنيين راءع جدا و يسعدني كثيرا التعاون مع احدهما أو كلاهما.
- هل سيتم إصدار جميع الأغاني باللغة العربية؟ أم قد تفكر في كتابة بعض الأغاني بالفرنسية أو الإنجليزية؟
كل الاغاني، وهي تسعة حتى الان بالعربية المغربية، لكن هناك بعض المقاطع بالفرنسية او الانجليزيه.
- صناعة موسيقى تدمج بين التأثير الشرقي والغربي هو تحدي بالتأكيد. أتظن أن موسيقاك قد تلقى صدى مع شريحة أكثر من أخرى؟ وهل لديك خطة للترويج لها لتصل إلى أكبر عدد ممكن؟ هي بلا شك تستحق ذلك!
بالطبع هو تحدي كبير، عالم الموسيقى الاحترافية اصبح صعبا جدا، ان لم تؤمن بقدراتك و تعمل من اجل تطوير نفسك فمصيرك الفشل. لدا فاني و ككل موسيقي يريد النجاح افعل أشياء أخرى عديدة دون الموسيقى من اجل التعريف بعملي. ولكنني لست وحدي فاصدقاءي يساعدونني ايضا.
- شخصيًا، أنا أتوق لسماع أغاني أكثر! متى يمكننا توقع إصدار جديد؟
لقد انهيت تسعة اغاني، ستصدر في البوم ربما الصيف القادم، ان شاء الله.
- هل التركيز الأكبر سيكون على إصدار أغاني منفردة أم قد يكون هناك ألبوم قريبًا؟
- وأخيرًا، شكرًا جزيلًا على وقتك. هل يمكنك تحديد موسيقاك في جملة لشخص لم يستمع إليها بعد؟
شكرا جزيلا فيولا شكرا جزيلا سيسترا