فيلم Nobody Knows I’m Here

0
690

عادة ما يرتبط الحديث عن عالم الغناء بالأضواء والشهرة ومكاسب النجوم منها أو الفضائح المرتبطة بحياتهم الشخصية، لكن ما لا نفرد له الحديث هو صعوبة الوصول واستمرار النجاح، الموهبة لا تضمن النجاح، الشخصية والشكل الخارجي عاملان على قدر كبير من الأهمية ما يجعلهما في نظر البعض يتجاوزان الموهبة في بعض الأحيان، الكثير من المواهب تُدفن على قيد الحياة لأنها تفتقر إلى الصورة التي اعتاد الجمهور رسمها للنجوم، وجه جميل وجسد نحيف وصوت لا بأس به.

في الفيلم التشيلي Nobody Knows I’m Here، يسلط المخرج جاسبر أنتيلو الضوء على مشكلة الموهوبين الذين لا ينالون الشهرة ولا يعرف عنهم أحدًا شيئًا، بطل الفيلم “ميمو” ويلعب دوره الممثل الأمريكي جورج جارسيا، مزارع صوته جميل لكنه لا يتمتع بالشكل الذي يبحث عنه المنتجون، الشكل الخارجي الذي سيلهب مشاعر الفتيات ويزيد مبيعاته وانتشاره حول العالم.

تبدأ مأساة ميمو في صغره حين حاول إظهار موهبته للعالم، رغم إعجاب المنتج بصوته إلا أنه لم يسمح له بالغناء، طالب المنتج والده بالتنازل عن صوته لطفل آخر يتمتع بوزن أخف وشكل أجمل، سرقة حلم الطفل الموهوب وعجزه عن الرفض كونه قاصرًا لا يدري من أمره شيئًا تدفعه للهجوم على الطفل الآخر أثناء غنائه على المسرح لينهي مشوارهما الفني معًا قبل الآوان.

على مدار الفيلم الذي لا تتجاوز مدته ساعة ونصف، نستمع لمقاطع قصيرة من الأغنية التي تحمل نفس الاسم، وتحكي مأساة بطلها، اقتراب حلم الشهرة وتلاشيه سريعًا، وحدته بعيدًا عن العالم، بلا رفيق سوى عمه وحيوانات المزرعة، لا أحد يتكلم معه، لا أحد هناك لتحريره من سجن فُرض عليه.

اللحظة الفارقة في الفيلم هي التي تتقرب فيها فتاة من ميمو، تراه أخيرًا وتسمع صوته الجميل، أخيرًا يدرك أنه ليس وحيدًا في هذا العالم ويمكنه مواجهة العالم بموهبته وإعادة سرد القصة من جانبه.

الفيلم المتاح على منصة نتفليكس الآن يفتح باب النقاش حول أهلية أغلب النجوم المتواجدين على الساحة الفنية، وضياع فرص الموهوبين، وعدم عدالة المجال الفني، لكنه مع ذلك يكشف عن أمل جديد للمواهب وهو السوشيال ميديا التي تتسم بالسرعة والانتشار دون تحيز ما دامت الموهبة موجودة.