كيف أثر تيك توك على صناعة المزيكا في العالم؟

0
522
blank

مؤخرًا، هاجم العديد من نجوم الغناء شركات الإنتاج المتعاقدين معها بسبب إجبارها لهم على الترويج لأعمالهم الجديدة عبر تطبيق تيك توك. المطربة الأمريكية هالزي، والتي وصلت مبيعات أغانيها لأكثر من ١٦٥ مليون قادت حملة موسعة لانتقاد شركات الإنتاج وتحكمهم الشديد.

في فيديو قصير لا يتعدى النصف دقيقة، خرجت هالزي على جمهورها بصورة طبيعة بلا مكياج أو حتى تصفيف شعرها، لتخبرهم أن الكيل فاض بها بسبب شركة الإنتاج التي ترفض طرح أغنية تعجبها إلا بعد رواج مقطع لها على تيك توك. blankلم تكن هالزي الوحيدة المتضررة من فكرة الإجبار على التواجد على منصة الفيديوهات الصينية الأكثر نجاحًا وانتشارًا في العالم، المطرب الإنجليزي إيد شيران سخر من مطلب شركته بعمل فيديو ترويجي لأغنيته الجديدة 2steps، بنشر مقطع صغير يتناول فيها سناك لأن الجميع يعشق السناكس.

تشارلي إكس سي إكس، ماغي روجرز، إف كيه إيه تويجز، عمر أبوللو، وغيرهم كشفوا عن كراهيتهم للأمر، حتى أن جافين ديجرا سجل رفضه للتواجد على المنصة في أول فيديو له، والذي عزف فيه على البيانو: “لا أريد التواجد على تيك توك، لكن شركة الإنتاج طالبتني بذلك”.

لماذا تيك توك؟

صناعة المزيكا، التي كانت تعتمد على الترويج للأغاني عبر اللقاءات الإعلامية والإعلانات وإطلاق الحفلات والجولات الموسيقية بالتزامن مع طرح أغاني أو ألبومات جديدة، أصبحت مطالبة الآن باستيعاب توجهات الجمهور الجديد وتغير معايير الحكم بفضل انتشار ساحق للسوشيال ميديا وتأثيرها على حياتنا اليومية.

blank

ومع رواج تيك توك الذي يتواجد عليه أكثر من ١ مليار مستخدم ومتوقع زيادة الرقم إلى ١.٨ مليار بنهاية العام الجاري، وتحقيقه أرباح مهولة وصلت لأكثر من ٤ مليارات دولار العام الماضي، أصبح بديهيًا أن يكون التطبيق هو المنصة الأهم في الترويج لأي منتج فني جديد كونه يصل لشريحة كبيرة من الجمهور بطريقة سهلة وسريعة.

صراع البقاء

لكن أغلب الفنانين اليوم يفضلون التواجد بعيدًا عن صراعات السوشيال ميديا وعالم الترندات التي تتغير كل يوم والتركيز على عيش حياة أكثر بساطة وطبيعية بدون تجميل مبالغ فيه لحياتهم على السوشيال ميديا، خصوصًا مع زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية ومحاولة تحقيق التوازن بين الحياة الخاصة والحياة العملية وهو ما بدأ يطبقه العديد من الفنانين ويتحدثون عنه علنيةً.

ورغم أن الفنانين لديهم كل الحق في البعد عن السوشيال ميديا أو التواجد عليها وفق إرادتهم الشخصية لا بإجبار شركات الإنتاج، إلا أن ذلك يثير الشكوك حول إمكانية استمرارهم في الصدارة لأن “البعيد عن العين بعيد عن القلب”، إلى جانب نجاح المنصة في تقديم مواهب صاعدة جديدة كل يوم ما يشعل المنافسة بين النجوم من أجيال مختلفة على التواجد والاستمرار لأطول فترة ممكنة.

عكس الريح

في حديث لها مع Apple music، رفضت المطربة الإنجليزية أديل تغيير وجهة نظرها الرافضة للتواجد على تيك توك، متسائلة إن كان الجميع يقدمون الأغاني للأجيال الصغيرة عبر تيك توك فمن يقدم أغاني للأجيال التي كبرت على صوتها؟blank

تساؤل أديل يفتح باب النقاش حول التباين الواضح بين الأجيال الصغيرة والكبيرة حاليًا واتساع الهوة بينهما بفضل السوشيال ميديا وطبيعة العصر التي أدت لسيطرة الأجيال الصغيرة كونها المستهلك الأكبر، موهبة أديل ونجوميتها تسمح لها باختيار مسارها الحالي وجمهورها لكن بقية النجوم لا يتمتعون بالقدر نفسه من الرفاهية ما يدفعهم للاستجابة لمتطلبات السوق رغمًا عنهم.

لكن يبقى أن نتساءل أيهما أصدق؟ وأيهما سينجح ويستمر؟ إن كانت أديل اختارت أن تكون صادقة مع نفسها ونجحت في ذلك، هل يضمن ذلك استمرار نجاحها؟ أم أنها ستستلم بعد فترة؟ بالطبع لن نعرف النتيجة الآن، يبقى أن ننتظر لسنوات حتى نحكم على نتائج التجربة الجديدة من كافة النواحي.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here