كيف وظفت السينما الموسيقى المستقلة؟ 

0
698

اعتادت السينما منذ ظهورها توظيف الأغاني والموسيقى ضمن أحداثها، سواء كان من خلال الموسيقى التصويرية المصاحبة للعمل الفني، أو الاستعانة بأغاني متنوعة طوال أحداث الأفلام. 

مؤخرًا ومع انتشار الموسيقى المستقلة بدأ صناع الأفلام في تسليط الضوء على الصناعة وكواليسها وحتى توظيف نجومها في أعمالهم. 

ثورة “ميكروفون”

كانت البداية من خلال فيلم “ميكروفون” للمخرج أحمد عبدالله السيد، والذي درس الموسيقى في تسعينيات القرن الماضي، لذلك كان اختياره لموضوع فيلمه الروائي الثاني هو فنانو الإسكندرية المستقلون الشباب، ليعرض معاناتهم مع الرقابة التي ترفض صراحتهم المطلقة في أغانيهم، وحتى عجزهم عن إقامة حفل في الشارع لعدم وجود تصاريح أمنية، وعلى الرغم من نهاية الفيلم المبني على قصص حقيقية للفنانين المشاركين فيه، إلا أن النجاح كان حليف أغلب المشاركين فيه، إذ أصبحت فرقة مسار إجباري واحدة من أهم الفرق الغنائية على الساحة الفنية، فيما أصبح الفنان شاهين أحد أعضاء فرقة Y-crew ضمن أشهر المطربين في الراب سين. 

ورغم أن الفيلم الذي خرج للنور في عام ٢٠١٠، كان مستقلًا ولم يحقق نجاحًا جماهيريًا إلا أنه كان بداية مهمة لفتت انتباه صناع السينما للموسيقى المستقلة، ليعتمد المخرجون بعده على استقطاب هذه الفرق ومشاركتها في الأفلام إما كضيوف شرف مثل: فرقة وسط البلد في فيلم “عودة الندلة” أو في الترويج للأفلام بأغنياتهم مثل: شارموفرز في فيلمي “عروستي” و”هيبتا”. 

اثنين في واحد

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بعض نجوم هذه الفرق استفادوا من نجاحهم في الغناء في دخول عالم التمثيل من خلال الشاشة الكبيرة، وكان أبرزهم الفنان هاني عادل مطرب فرقة وسط البلد الذي شارك في أفلام “لا مؤاخذة” و”فتاة المصنع”، و”ميكروفون”، و”أسماء”، كما شارك الفنان تامر هاشم عضو فرقة كايروكي في أفلام متنوعة من بينها “بنات ثانوي” و”علي بابا”. 

لم يكن تامر هاشم وحده الذي دخل مجال التمثيل، زميله أمير عيد المطرب الرئيسي للفرقة قام بدور البطولة في فيلم “لما بنتولد” والذي قدم خلاله عدد من الأغاني المتنوعة، كذلك أظهر الفنان أمير صلاح الدين أحد أعضاء فرقة بلاك تيما مواهبه التمثيلية في عدة أفلام أبرزها “نوارة”. 

يمكننا القول أن صناع السينما حاولوا قدر المستطاع الاستفادة من نجاح الموسيقى المستقلة وصناعها سواء لخدمة العمل الدرامي، أو للاستفادة من جمهورها المتزايد، أو لأنها أقرب لذوق أغلب صناع السينما من الجيل الحالي ممن يرونها الأقرب لروح العصر، وهو ما صب في مصلحة صناع الموسيقى المستقلة وفتح لهم آفاق جديدة للانتشار والتواجد وفي نفس الوقت ساعد في تجديد شكل الموسيقى في السينما.