مطلع الشهر الماضي، بدأ عرض أولى حلقات المسلسل الكوميدي القصير “نسر السين” على اليوتيوب، والذي حقق نسب مشاهدة عالية وتحول لمادة ثرية للميمز على منصات السوشيال ميديا المختلفة.
قصة المسلسل تدور حول “عمدة” أحد مطربي الراب الصاعدين، يحلم بالنجومية، ويرغب في أن يصل فنه المستلهم من الشارع للناس في كل مكان، لكنه مغيب وموهم يرسم هالة الشهرة والنجاح حوله، ويساعد على تكريس حالة الوهم التي يعيشها “عمدة” فريق أعماله أو “السرب” أو العيلة المكونة من أصدقائه وهم هوبز المسئول عن إدارة أعماله، و”هانز”، و”بدران”، و”بُدة” الواثقين في قدرة صديقهم على الوصول للعالمية.
لكن ما السر وراء نجاح عمل فني بميزانية محدودة وممثلين شباب في الوقت الذي تفشل فيها أعمال تحمل أسماء كبيرة في الصناعة وبميزانيات ضخمة؟.
الإجابة باختصار في القائمين على “نسر السين”، صناع شباب درسوا السوق الفني جيدًا، وانتجوا عملًا مطابقًا لمواصفات الجمهور المستهدف وهو شريحة الشباب ومناسب لطبيعة عصر المنصات، فكان النجاح حليفهم.
كوميديا “نسر السين” هي محاكاة ساخرة لعالم الراب ونجومه والحوارات التي أجريت معهم عن سر صعودهم وانتشارهم مع تنامي القاعدة الجماهيرية للراب وحتى الحالة العبثية التي يشهدها السوق الفني مع انتشار شبيهي النجوم وهو ما وظفه “نسر السين” مع شبيه ويجز، إلى جانب أن العمل لا يخضع لقوانين الرقابة الصارمة، وهو لا يستهدف المشاهدات العائلية، جمهوره هو الشباب ما فوق ١٨ عام، الذين يفضلون اليوتيوب على التلفزيون، و٥ حلقات قصيرة لا يتعدى أطولها ١٣ دقيقة، على مسلسلات رمضانية تمتد شهر كامل لمعرفة نهايتها، لا يهتمون بحجم الميزانية أو اسم بطل العمل، يرغبون فقط في جرعة كوميديا مكثفة مصنوعة بحرفية.
“نسر السين” من إنتاج Schema Studios و Nocturama Films، وإخراج كريم الدين الألفي وكريم مرتضى، وبطولة محمد عمدة، وأحمد فاضل، وأحمد إيهاب.