“مش غرور والله بس مفيش حد عمل ألبوم زي ده لا في مصر ولا الشرق الأوسط ولا بره، يعني حتى دريك منزل ألبوم وحش”، بهذه الجملة يصف أبيوسف ألبومه الجديد “رأس شيطان” المكون من ٩ تراكات (أوبا، أخويا، في الضلمة دي اتولدت، ترسانة، ماجد، شيطان، ملاك، إيفان ضد روكي، ماموتش لسه اضرب كمان).
أبيوسف الذي بدأ نشاطه الفني بعزف الدرامز في إحدى فرق الميتال قبل أن يكتشف موهبته في الراب، متواجد على الساحة منذ أكثر من ١٠ سنوات، أنتج خلالها ما يقرب من ١٠٠٠ تراك، وحقق نسب مشاهدة على يوتيوب تخطت ٧٤ مليون، واستماع على أنغامي تجاوز ٧٠ مليون، بخلاف أرقام التراكات التي يحذفها من حين لآخر، لكنه رغم ذلك لا يزال بجعبته الكثير ليقدمه لجمهوره، الذي يعد طرح ألبوم جديد لنجمه المفضل مناسبة سعيدة تستحق الاحتفال.
في ألبوم “رأس شيطان” لا يخيب أبيوسف آمال جمهوره المتعطش لسماع جديده، يمنحهم عيدية مبكرة، تراكات متنوعة في البيتس والموود العام، سماتها الأبرز هي لازمته الشهيرة “فاهم”، تعظيم الإيجو والتباهي بقدراته والتقليل من أخصامه، في تراك “أوبا” يصفهم بالثعابين، “تعابين بتنام ف حضني وبدفيها بديها الأمل كل شوية بمشيها” وفي “أخويا” يصف نفسه بـ “الكل في الكل والباشا وغزير الإنتاج الذي يسجل 3 تراكات في اليوم والطاعون الذي يقضي على أخصامه”، وفي “ترنسانة” “صاحبي أنا مكار زي التعلب” و”عارف إن ليجند زي بروس لي”.
السوداوية والانطوائية من أبرز صفات أبيوسف التي تطغى على تراكاته، في تراك “في الضلمة دي اتولدت” يبرز عشقه للظلام ومعاناته مع التفكير الزائد والأزمات الوجودية والموت الذي يشغل تفكيره، كما أنه يعاني من فوبيا يرفض الإفصاح عن نوعها حتى لا يستغلها أعدائه.
وفي “شيطان” يتحدث عن هواجسه ووحدته وقلبه المكسور ورؤيته للشيطان في مرآته واستئناثه بالعفاريت بدل الناس، فهو يؤمن بالعفاريت والأشباح وبعض الخرافات من قبيل الشاشات المكسورة نذير شؤم، وأنه معموله عمل ألا يلمس الخشب، لكنه يضع كل روحه في المزيكا التي ترافقه وتخفف مصابه “كلام حقيقي ودي مش سيما دي مزيكا أنا اللي كاتب وحاسس بيها أنا اللي حاطط كل روحي فيها”.
ثنائية الخير والشر، الملاك والشيطان، روكي ودراجو، تظهر في تراكات “شيطان” و”ملاك”، يقول في الأخير: “مش بحس أنا شرير”، وفي “إيفان ضد روكي” وهي ثاني أكثر أغاني الألبوم من حيث نسب المشاهدة، “أصوات جوايا مش بباتل غيرها”، و”من جوا تشوفني في تصادم نص روكي نص دراجو نص فاضي يشيل وراكم نص مش قادر اصلا يهزم نفسه”.
التراك المتصدر لترند يوتيوب والأنجح في الألبوم هو “ماجد”، صور على طريقة الفيديو كليب، من إخراج حسن خورشيد، وبمشاركة البرديوسر إسماعيل نصرت وأبو الأنوار وفرقة المكسيك، يبعث من خلال ظهورهم معه بالكليب برسالة ينفي فيها الخلافات بينهم لأنهم عائلة وأخوة.
“ماجد” هو التراك الأثرى من حيث الكلمات والريفرنس المستخدمة، دكتور هاوس وكيرة والجن ومقابلة ماجدة المصري، “جمب ماجد المصري لابس جاكت بالنسياجا الأصلي وانا لابس بالنسياجا مش أصلي”، وفيه يكشف أبيوسف عن غايته من الراب فهو يسعي للمجد “براب لأجل المجد فاهم لأجل الجلوري”.
في التراك الأخير “ماموتش لسه اضرب كمان”، يوجه رسالة أخيرة لمنافسيه بإنه أكبر من الراب “مخلص الكلام تقريبًا كل الكلام من أول ما بدأت وأنا على ضهري النشان ما موتش لسه إضرب كمان“، و”تقريبًا أنا لغم اللي ييجي عليا يموت”.
لا ينسى أبيوسف تحية شريكه في الألبوم البرديوسر إسماعيل نصرت في أغلب التراكات، الثنائي معًا قادر على تحطيم أوهام منافسيه وإدخال الرعب في قلوبهم، تعاون أبيوسف مع بردويسرز مختلفين كان قرارًا صائبًا ساعده في تغيير الإيقاع وموود أغانيه.
على كنبة أنغامي، يؤكد أبيوسف أنه يشهد حاليًا أكثر فترة مريحة فنيًا بالنسبة له، الألبوم الجديد أعاد تحضيره مرتين حتى يخرج بالشكل الذي يرضيه ويشبع جمهوره، الذي يعتبره شريك نجاحه وله الحق في تقييم أعماله.
شخصية أبيوسف الحقيقية بحسب كلامه ألذ في الواقع من شخصياته في التراكات التي يتسم بعضها بالسوداوية والتشاؤم والسيكبة، فهو يجدد من شخصياته طوال الوقت حتى يتجنب الملل، دائمًا ما يتحدث عن رغبته في الاعتزال وترك السين والابتعاد عن النكش والديسات حتى يحافظ على صحته النفسية، لكن يرى أن ابتعاده سيؤثر بدوره على حالته النفسية ما يُصعب عليه إتخاذ القرار وهو ما يصب في مصلحة جمهوره الذي يتمنى أن يواصل نجمه إشباع رغباته بتراكات جديدة مميزة ليعوض الأغاني التي يحذفها.