حوار مع دينا الوديدي.. “صوت الأمل” اللي فتح في جناين مصر

0
1187
blank

قبل أكثر من عقد من الزمان، خرج علينا جيل من الشباب المصري مختلفًا عمن سبقوه، يحلم بأن “يعلي صوته ويتكلم”، لم ينتظر التغيير يأتي حتى عتبة بابه، قرر أن يقيمه بنفسه عبر ثورة أعادت تشكيل مفاهيم الأجيال السابقة واللاحقة عن الحرية والقدرة على التعبير بأشكال عدة كانت الموسيقى على رأسها.

 دينا الوديدي خرجت من رحم هذا الجيل، وقتها كانت في أوائل العشرينات تحلم بالتغيير، تطمح لأن تكون صوت الشارع، متسلحة بصوت من زمن بعيد، موهبة واعدة، تجربة فنية ثرية في مسرح الورشة، ثقافة متنوعة بفضل دراستها للأدب الشرقي وعملها كمرشدة سياحية لبعض الوقت، وأحلام الشباب التي لا تعرف حدود، استطاعت دينا أن تضع قدمها على أول الطريق لـ “بلاد العجايب”.

تدرك دينا أن رحلتها الفنية طويلة وشاقة، لا ترغب في النجاح لفترة ثم الاختفاء، تثق في موهبتها ومشروعها الفني لكنها لا تدع الأمل يخدعها لأن “كتر الأمل خيبة”، لذلك فهي حريصة في إتخاذ قراراتها حتى لا “تخونها الخطاوي”، وبذكاء فنانة موهوبة تفهم جيدًا ما تريده وكيف تصل إليه، تعرف أن التميز ليس أمرًا سهلًا لكن مقوماتها تؤهلها، فهي تتقن حديث الأشجار والفصول تكلمها عن أحبتها.

blank
Christina Rizk for TIME

لا تسعى دينا للاختلاف من أجل الاختلاف لكنها بحرص تعود للتراث تحاول أن تحيي جزءًا مهمًا لم يعد يلتفت له الفنانون، تبدع في أداء السيرة الهلالية لتتحول لـ “الزناتي أسد الغروب”، تثري تجربتها بالمشاركة في مشروع النيل بصحبة فنانين آخرين من مصر وأفريقيا، تنال منحة مؤسسة Rolex السويسرية لدعم الفن، يرعاها الفنان ووزير الثقافة البرازيلي السابق جيلبرتو جيل فنيًا لمدة عام ويشاركها في أغنية “الليل”، تقرر بأسلوبها الخاص تناول القضايا التي تشغلها، لا تكتفي بالغناء لكنها تكتب وتلحن أغانيها أيضًا، تكافئها مجلة Time باختيارها ضمن قادة الجيل القادم وتصفها بـ”صوت الأمل“، تتأكد الآن أن صوتها بات مسموعًا.

حاورت “سيسترا” دينا الوديدي للحديث عن تجربتها الفنية، أحلامها، وجديد أعمالها.

لنبدأ من أحدث أعمالكِ.. في مارس الماضي شاركتِ مع منصة الاستماع سبوتيفاي في تجربة equal بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.. كيف كانت التجربة؟، وماذا عن دوركِ كفنانة في دعم قضايا المرأة والدعوة للمساواة؟

إعلان سبوتيفاي كان تجربة جميلة ليا والتعاون فيها مع فنانة ملهمة زي كارول سماحة وفنانات مصريات مجتهدات جدًا برضو كان مخليه أحسن وأحسن. 

وأنا بشكل عام بدعم كل القضايا المتعلقة بالمرأة وخصوصًا في المجال الموسيقي وشايفة إن مهم كل فنانة قيادية في مشروعها تاخد حقها الكامل أدبيًا وفنيًا بدون تقليل مننا واستصغار لنا كبنات. 

تقولين في أحدث أغانيكِ “كبرت” “كبرت وصغرت الدنيا وسبت الحالة تتغير”، وفي أغنية “الكون” اللي سبقتها “مش راضية بالحاضر مع انه بيساعني”، هل تحرصين في اختيار كلمات أغانيكِ الآن لتعبر عن مشاعركِ وتجربتكِ الذاتية خاصةً وأن رحلتكِ الفنية مختلفة عن المتواجدين على الساحة حاليًا؟ 

أكيد، وتحديدًا أغنية “الكون” هي من كلماتي وألحاني وتوزيع دي جي توتي. وفي المرحلة دي مهتمة أكتر اتكلم عن المشاعر وأحكي فيها من خلال أغانيا والعالم اللي بمر بيه عمومًا باختلاف زمان كنت مهتمة أكتر بالشارع والحياة والناس بس ممكن الفرق إني حاليًا جوه العالم الداخلي بتاعي أكتر. 

لماذا ابتعدتِ عن تقديم الحفلات في الفترة الأخيرة؟

أنا حاليًا مركزة على الأغاني القادمة وألبومي المصغر القادم وبعض العروض فقط مش كلها عشان الحاجات دي بتحتاج تفرغ وده كل أولوياتي حاليًا إنتاج الألبوم موسيقيًا وفنيًا أكتر من الحفلات. 

لحنتِ عدد كبير من أغانيكِ بنفسكِ، هل تفكرين في تلحين أغاني لنجوم آخرين في الفترة المقبلة؟

مش عارفة بس حسب الفنان أو الفنانة وإذا أنا شايفة إني ممكن أضيف حاجة مختلفة ليهم أكيد هحب أعمل كده. 

blank

جزء من مشروعكِ الفني قائم على الاستلهام من التراث والتاريخ المصري وتميزتِ في أداء السيرة الهلالية والفولكلور الشعبي، ومؤخرًا جربتِ ألوان مختلفة كان آخرها “يا بدر” و”الكون” مع دي جي توتي.. كيف تواكبين متطلبات السوق وتغيرين من أدواتكِ دون أن تفقدي هويتكِ؟

أولًا أنا من عشاق التراث المصري وشايفة إنه مادة مثيرة وغنية جدًا موسيقيًا بس ممكن يكون إني كنت محظوظة إني اشتغلت في مشاريع موسيقية كتير ملهاش علاقة ببعض زي مشروع النيل والشغل مع فرقة الورشة المسرحية أثروا عليا أوي وخلوني أحس أكتر إن التحدي الحقيقي إنك تكون نفسك وبشخصيتك أي كان اللي هتقدمه وبحاول أكمل في الجزء ده بس بأعمال أورجينال أكتر. 

مؤخرًا الساحة الغنائية شهدت انتشار واسع للراب ونجومه.. ما هو تقييمك للظاهرة؟، وهل يمكن أن تقدمي دويتو مع مطرب بعينه خصوصًا أن تجربتكِ الفنية قائمة على التجريب؟

هو مش ظاهرة خالص هو Genre أو شعبة موسيقية موجودة وأثبتت وجودها أكيد  وبتطور بوجود الرابرز دول والمنتجين اللي بيشتغلوا معاهم وأنا مع التنوع الموسيقي في العموم.

بخصوص التعاون بعتقد إني حاليًا مركزة أكتر علي الألبوم وبعدين في المستقبل ممكن حاجات كتير تحصل.

رغم قلة الإنتاج في المجمل بسبب تبعات الكورونا خلال السنتين الماضيتين إلا أنكِ تميزتِ بنشاط كبير ما بين المشاركة في برامج وطرح أغاني سينجل، كيف استفدتِ من هذه الفترة؟

استفدت جدًا من تجربتي مع الموسيقار باسم درويش مع الأوركسترا بقيادة المايسترو ناير ناجي وكانت تجربة حقيقي اتعلمت منها كتير، وطبعًا الأقرب لقلبي تجربتي مع الموسيقار هاني شنودة في برنامج صالونات إنتاج ريد بول لإني بحبه جدًا والصدفة كانت هايلة وقتها.

ألبوم “منام”  تجربتكِ من الألف لـ الياء.. احكي لنا مدى صعوبة التجربة خصوصًا أن فكرة ألبوم كامل عن القطارات ليست بالأمر السهل ولا المعتاد؟

هي أكيد مكنتش سهلة وقتها كنت مهتمة أكتر بالتأليف والإنتاج الصوتي تحديدًا في ألبوم “منام” اللي كان كل أصواته بتعتمد على أصوات من القطارات وكان ألبوم تجريبي تمامًا بيحكي عن قصة شخص عايش بين عالمين مختلفين تمامًا 

بس في نفس الوقت أنا بعتبرها من أكثر التجارب اللي غيرت كل أفكاري بعدها وقربت أكتر من العالم بتاعي من خلالها.

blank

قدمتِ ألبومين هما “منام” و”تدور وترجع” وبعدها اتجهتِ لـ السينجل، برأيك هل تجربة السينجل أفضل للمطرب حاليًا في عصر السرعة والترند؟

الاتنين مهمين السينجل بتخليك متواجد وعندك اتصال دايم مع جمهورك بس طبعًا أنا بحب حالات الألبوم أكتر لأن بتعاون فيها مع موزعين وكتاب وبلحن أكتر وبحس فيها بخصوصية وإني تخلصت واتحررت من مرحلة معينة وعايزة أروح مكان تاني، بعد كل ألبوم بحس إن الأغاني مش بتاعتي خلاص وأنها ملك الناس.  

إذًا متى يخرج الألبوم الثالث إلى النور؟

المفروض السنه دي.

أنتِ من الفنانين المتفاعلين على السوشيال ميديا لكنكِ مع ذلك تصفين نفسك بأنكِ شخصية منطوية، كيف تواجهين الجمهور وتتغلبين على مخاوفكِ على المسرح؟

المسرح موضوع تاني وهو بجد أكتر مكان بسيب نفسي فيه بس أكون مع الجمهور بحس إن دي لحظة لازم استمتع فيها تمامًا.

في ختام حوارنا، أود التطرق إلى أحلامك بعد أن وصفتك مجلة تايم بـ “صوت الأمل”، وقدمتِ حفلات في أمريكا، وكان جيلبرتو جيل مرشد فني لكِ، ماذا يتبقى من أحلامك؟

بحلم أكمل أكتر بإنتاج أغاني وألبومات أكتر من كده وأدي أكتر حاجات جوايا للجمهور المختلف اللي بيسمعني وأسيب بصمة مختلفة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here