أتذكر تلك الايام جيداً كما لو كانت بالأمس! في الواقع، كانت تلك الأمور مثل المنع، والتعنيف، والامتعاض الغير مبرر من مستمعي وعازفي الروك وبالأخص موسيقي الميتال، هي بذرة وبلورة مجلة روك ايرا علي الانترنت في عام ٢٠٠٤. كانت أكبر أحلامى أنا و أصدقائى أن نعزف الموسيقي التى نحبها ونعبر عن آرائنا واتجاهاتنا دون المساس بأي شئ منافي لتربيتنا واصولنا، ولكن سرعان ما تبخرت أحلامنا الوردية بمجرد إصطدامنا بالواقع “الصعب والمرير”.
ثم أطلت علينا الألفينيات و معها استمرت المعاناة الغير مبررة…
حفلات في أماكن غير مؤهلة…علي سبيل المثال…
إسطبل خيل وحظيرة تابعة لفيللا في منطقة نائية…
أو مكان من المفترض انه يعد مسرحاً في المقطم…
والعديد من الأمكان التي لا تصلح تماماً لعمل حفلة موسيقية.
وكان السؤال الذي يدور بذهني دائماً…
لماذا؟!
ما الذي فعلناه حتي نضطر أن نتحمل تلك الأمور؟ ولماذا نهرب و ماهو ذلك الخطأ الذى اقترفناه؟ أو ماهى المشكلة التى تسببنا فيها؟
الإجابة كانت سهلة، كنا نهرب من السلطات، والحقيقة انا لا ألومهم علي ذلك، الحقيقة انهم كانوا يقومون بعملهم اذا تقدم أحد ببلاغ، فالمنطقى أن يتأكدوا من صحة تلك البلاغات، ولكن أتذكر أن في حفل في المنصورية تقدم أحد ببلاغ بالفعل، وحينما اتو لم يتم القبض علي أي فرد منا وتفهموا أنها فقط حفلة موسيقية شبابية ولكن تم إلغاء الحفل لعدم وجود التصريح القانوني لإقامته وليس لأننا كنا نمارس أي أعمال تتعارض مع القيم العامة للمجتمع أو الدين.
بالتأكيد تتسائلون الآن، ما هي علاقة تلك القصة بموسيقي المهرجانات؟ في الحقيقة، العلاقة وطيدة من حيث الإجراءات، حيث نقابة المهن الموسيقية منعت لفترة حفلات موسيقي الميتال علي العلم كان ذلك منذ ستة أعوام فقط وليس ببعيد، كما حدث منذ ٢٠ عاماً. وبالطبع تعلمون أنه نفس الشيء الذى حدث لمطربي المهرجانات بل ومازال يحدث.
في الواقع، لست من مستمعي موسيقي المهرجانات، ولكنني مؤمن بأن كل فرد له الحق في ممارسة الفن الذي يميل له، طالما أنه لم يؤذ غيره أو يؤثر أو يضر مجتمعه بشكل عام. لا أنكر أنني ضد بعض الممارسات من مطربي المهرجانات، ولكني أرفض ثقافة المنع….
ومثالاً علي ذلك، كانت موسيقي الميتال مرفوضة لأعوام ولكن هل نجح هذا في منعها بالفعل؟
المقال الاصلي علي مجلة روك ايرا هنا
مراجعة كتابية: هاني نبيل