موسيقي ليس لها طعم!

0
799

أعلم أن الكثيرين قد يختلفون معي في تلك المقالة، والحقيقة هي ليست بهدف الترويج لنوع موسيقي معين أو حقبة زمنية معينة أو حتي بوضع رأي قاطع من وجهة نظري، لأني ممن يعتقدون أن تذوق الفن بصفة عامة هو أمر نسبي يختلف من شخص لآخر.

لاحظت أن نسبة كبيرة من الأصدقاء وبالطبع في من فوق سن الثلاثين بأنهم لا يميلون لما يعرض حالياً علي المنصات الحديثة. بالرغم من سهولة تواجدها والحصول عليها مقارنة بالخمسة عشر عام الماضية. علي سبيل المثال، في عام ٢٠٠٥  كان الموضوع اشبه بالمهمة المستحيلة لتنزيل أغاني جديدة، وذلك بالطبع لسوء سرعة الانترنت والأجهزة التي  
سوف تعتمد عليها لسماع تلك الموسيقي مثل الـ Walkman او الـ MP3 player وبالتاكيد الـ iPod لم أكن من المحظوظين بشرائه وقتها لغلو ثمنه مع العلم بأن مساحة التخزين به لم تكن كبيرة أيضاً بالإضافة إلى
العديد من الأسباب الأخرى.

فى حين تتطلب طبيعة عملي سماعي للعديد من الأغاني الجديدة أسبوعياً، مما قد يصل لأكثر من ٢٠٠ أغنية، مع العلم أنها متنوعة الأنماط ولا تندرج تحت لون موسيقي معين. ولكنى لاحظت بأن نادراً ما كنت أميل لأي منها، حيث كان من الوارد بأن يمر شهر كامل دون أن يلتصق لحن أغنية معينة بذهني مثلما كان يحدث مع أغلبية الأغاني القديمة. بالطبع، لن أنكر وجود العديد من الموهوبين منهم ولكن لم تنجح أياً من تلك الاغاني فى أن تجذب أذناى من النغمة الأولي، كما هو الحال حينما أستمع لفرق ما قبل الالفية أياً كان نوع الموسيقي المعزوفة.

الغريب أني لاحظت العديد من هم أصغر من سن الخمسة والعشرون، بأنهم يميلون لأغاني من التسعينيات وما قبلها أيضاً؛ لقد توقعت أن الموضوع يقتصر فقط علي من هم تخطوا سن معينة فيلجأون للحنين الي الماضي.   أما الآن أصبح كل شئ سهل، موسيقي وأفلام ومسلسلات متاحة علي منصات مختلفة ويمكن مشاهدتها علي أجهزة مختلفة وبأسعار زهيدة.

 وحتي طرق التسجيل لم تعد معقدة كما كان الحال من قبل، حيث تستطيع الآن تقوم بتسجيل الغناء والتكوين الموسيقي من منزلك، فقط نستعين بمهندس صوت محترف أثناء عمل المكس النهائي لمشروعك الغنائي، ولكن للأسف لا أجد أي طعم في تلك الموسيقي ولا أتذوقها أياً كان نوعها حتي ولو كان من المفضلين لي.

في الواقع ليس لدي إجابة معينة علي هذا الموضوع، فقط أحببت أن أعرضه لكم لأعرف اذا كانت المشكلة عندي فقط أم يوجد آخرون خارج دائرة الأصدقاء يواجهون نفس المشكلة….

وفي النهاية، ماذا لو اذا استمر الحال بلا تذوق فني؟!

هل سوف تؤثر علينا بشكل سلبي، أم أني فقط ابالغ؟!

شكراً علي القراءة وأتمني معرفة آراكم.

مراجعة كتابية: هاني نبيل